تزايد مستويات تأثير الاشعاعات الصادرة من الهواتف المحمولة على الدماغ البشري يجعله أكثر عرضة للإصابة بمرض السرطان، هذا ما تضح في دراسة اجريت مؤخراً
يبدو أن الهواتف المحمولة أو ما نعرفها بالموبايل قد باتت أكثر خطراً على الصحة من غالبية الأمراض الأشد فتكاً، وفي الوقت الذي تتناول فيه العديد من الدراسات والبحوث مخاطر أجهزة الهاتف المحمول، تتنافس الشركات في تطوير أجهزتها وتضمينها تقنيات حديثة تعتمد على الموجات اللاسلكية وهو الأمر الذي يزيدها خطورة. ويتهافت الناس على شراء تلك الأجهزة بطريقة متسارعة حتى باتت معدلات استخدامها مرتفعة جداً بالمقارنة مع الكثافة السكانية.
وفي أحدث دراسة طبية لتأثيرات استخدام الهواتف المحمولة قام بها الدكتور فيني كورانا الحاصل على جائزة خبراء علوم السرطان ونشرتها جريدة الاندبندنت البريطانية مطلع الشهر الجاري ووصفتها بالدراسة الأكثر اتهاماً وكشفاً لمخاطر الهواتف المحمولة، خلص الدكتور كورانا إلى تزايد مستويات تأثير الاشعاعات الصادرة من الهواتف المحمولة على الدماغ البشري مما يجعله أكثر عرضة للاصابة بمرض السرطان، وقد لاحظ الدكتور كورانا من خلال دراسته المستفيضة أن معدلات خطر الاصابة بسرطان الدماغ جراء التعرض المستمر للأشعة المنبعثة من الهواتف المحمولة أعلى من مخاطر الاصابة بالسرطان الذي يسببه التدخين. وخلص كذلك إلى أن عشر سنوات من التعرض المباشر للأشعة لمستخدم الهاتف المحمول كفيلة برفع معدل اصابته بسرطان الدماغ إلى مستويات خطيرة، إذ تحتاج الخلايا السرطانية تلك المدة لكي تتطور.
وأقر الدكتور كورانا بأهمية الهواتف المحمولة التي يمكن أن تنقذ الناس في حالات طارئة لكنه خلص بقوله إلى أن هناك أدلة قوية على وجود صلة وثيقة بين استخدام الهاتف المحمول وبين أورام الدماغ الخبيثة، مضيفاً إلى أن الأطباء والخبراء في مراكز علاج السرطان المتقدمة يعانون من مشكلة متفاقمة وتنذر بوضع خطير.
وحث الدكتور كورانا الحكومات وشركات تصنيع الهواتف المحمولة إلى اتخاذ اجراءات وخطوات جادة لمعالجة تلك المشكلة ومحاولة ايجاد الحلول والبدائل للتقليل من مخاطر الاشعاعات، كما نصح المستخدمين بتقليل استخدامهم للهواتف المحمولة قدر المستطاع لتقليل معدلات التعرض وبالتالي خفض معدلات الاصابة.
وفي السياق نفسه أقدمت الحكومة الفرنسية في وقت سابق هذا العام على اصدار تحذيرات رسمية تبين مخاطر الاصابات الخطيرة بسبب التعرض لاشعاعات الهواتف المحمولة وحثت على تقليل استخدامها وخاصة من قبل الأطفال، كما تبنت ألمانيا كذلك حملة توعية حكومية تنصح باستخدام سماعات الهواتف ذات الاسلاك وتقليل استخدام الهواتف قدر الامكان، هذا علاوة على النداءات التي تطلقها وكالة البيئة الأوروبية للتحذير من مخاطر اشعاعات الهواتف المحمولة.
وعلى صعيد آخر فندت هيئة مشغلي الهواتف المحمولة ما جاء بدراسة الدكتور فيني كورانا محاولة دحض "الادعاءات" –حسب قولها- والتي وردت في سياق الدراسة مشيرة إلى أن ما جاء في الدراسة لا يعدو عن كونه آراء شخصية انتقائية تستند إلى أدبيات البحث العلمي، لكنها لا تقدم تحليلاً متوازناً، كما أنها تخلص إلى نتيجة مغايرة إلى النتائج التي خلصت إليها منظمة الصحة العالمية من خلال انتداب أكثر من ثلاثين خبيراً في المجالات العلمية الطبية.