تفسير آية الكرسي

تفسير آية الكرسي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
والحمدلله رب العالمين

لماذا نفسر آية الكرسي بالذات؟
للفضل الوارد فيها, والفضل الوارد فيها لا يكون إلا على حسب ما انعقد في قلب قارئها وهذا سبب التفاوت بين الناس في الأجور

ماذا يميزها
أن فيها من أسماء الله وصفاته مالاتحمله أيات أخرى
فقد أظهرت هذه الآية صفات النقص لأي أحد غير الله وأن كل المعبودات غير الله ليس لها أي صفة من صفات الكمال التي وردت في الآيه
-- لذا جاء بعد آية الكرسي (((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي))
وفضل آية الكرسي يتمثل :
# في أنها اعظم آية في القرآن العظيم
# ابتعاد الشيطان عن قارئ آية الكرسي
# قاريء آية الكرسي بعد الصلاة المكتوبة ليس بينه وبين دخول الجنة إلا أن يموت
# قال صلى الله عليه وسلم ((من قرأ آيه الكرسي في دبر كل صلاة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا أن يموت))
الله – اسم دال على كونه سبحانه وتعالى مألوها معبودا تألهه الخلائق محبة وتعظيما وفزعا إليه في الحوائج والنوائب.
*لا إله – بمعنى مألوه والمألوه المعبود محبة وتعظيم ولا يستحق هذا الوصف إلا الله
*لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله
*أما المعبودات من دونه فلا تستحق العبادة
*فالعبد عبارة عن عقل ,جوارح ,لسان ,قلب --- فلو امتلأ ت اجزاء العبد هذه بحب شئ وتعلق قلبه بهذا الشيئ أصبح عبدا له.
فلا بد أن يستقر حب الله وتعلق العبد:
#بإفراد العبودية لله
# وذكره في كل الأحوال.
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يارسول الله :
ان شرائع الإسلا م قد كثرت علي ,فأخبرني بشيء اتشبت به .
قال ((لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله))

((الحي القيوم))
اسمان جامعان لكمال الأوصاف في الحي وكمال الأفعال في القيوم
فمعنى الحي – من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات كالسمع والبصر
ومعنى القيوم – *القائم بذاته *والمقيم لغيره فجميع الوجودات مفتقرة إليه وهو غني عنها ولا قوام لها بدون امره.
# فهم العبد أن الله قائم بذاته أي أن الله غني لا حاجة له لأحد
ينتج عن هذا علم العبد بأن العبادة لمصلحته .
((لا تأخذه سنة ولا نوم))
قال ابن عباس :السنة انعاس والنوم هو النوم
والمراد بهذه الجملة : أنه جل جلاله لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه بل هو قائم على كل نفس بما كسبت شهيد على كل شيئ لا يغيب عنه شيئ ولا تخفى عليه خافية
والحديث الدال على نفي النوم:
قوله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله لا ينام , ولا ينبغي له أن ينام ))
شرحه الإمام النووي فقال :## أنه سبحانه لا ينام وأنه يستحيل في حقه النوم فإن النوم انغمار وغلبة على العقل ليسقط به الإحساس والله تعالى منزه عن ذلك وهو مستحيل في حقه((له مافي السموات ومافي الأرض ))
قال الطبري #أنه مالك جميع ذلك بغير شريك ولا نديد #
وتتضمن:
#اثبات ملكية مافي السموات والأرض لله عزوجل
# ونفي ملكية مافي السموات والأرض عن غير الله.
((من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)) من استفهامية ومعناها في هذه الجملة الإنكار والنفي أي لا يتجسر أحد على أن يشفع لأحد عند الله إلا إذا أذن له بالشفاعة
((يعلم مابين أيديهم وماخلفهم )قال ابن كثير رحمه الله((دليل على احاطة علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها ))
*يعلم دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء تحت الأرض الغبراء#وحركة الطير في الهواء والسمك في الماء.
((ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء ))
قال ابن كثير(لا يطلع أحد من علم الله على شيءإلا بما أعلمه الله واطلعه عليه))
((وسع كرسيه السماوات والارض))
قال البغوي (وسع):اي ملأ وأحاط.
كرسيه—((الكرسي) موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره الا الله.
حديث دال على عظمة الكرسي: قوله صلى الله عليه وسلم
((ماالسماوات السبع في الكرسي الا كحلقة ملقاة بأرض فلاه وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة)).
والذي ندين لله به اننا نؤمن بوجود الكرسي كما جاء في هذه الاية والحديث من غير تكييف ولا تشبيه .
((ولا يؤده حفظهما ))
(لايؤده) -- قال الامام البغوي رحمه الله (اي لا يثقله ,ولا يشق عليه ).
(حفظهما) اي حفظ السموات والارض
((وهو العلي العظيم))
((العلي)) -- قال الامام البغوي --- رحمه الله
(الرفيع فوق خلقه والمتعالي عن الاشياء والانداد )
((العظيم )) --- قال الطبري -- العظيم ذو العظمة كل شيء دونه فلا شيء اعظم منه
وتتضمن هذه الاية:
# اثبات صفة العلو والعظمة المطلقة لله
# ونفي صفة العلو والعظمة لغير الله

ما اشتملت عليه الاية :
افتتحت الاية بالإخبار بألوهيته سبحانه وانه لا اله الا هو الذي لا ينبغي التأله والتعبد الا لوجهه فكل معبود سواه فهو باطل, والله هو الاله الحق المتصف بصفات الالوهية التي مرجعها الى الحياة والقيومية.


( استغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه )

بارك الله فيك اخي العزيز
وجزاك الله خير الجزاء
تقبل مروري